فرصة حقيقية لإرساء السلام بالمنطقة.. بيان مشترك لمصر و7 دول يرحب بخطوات الفصائل تجاه مقترح ترامب

في تطور دبلوماسي لافت يعكس بوادر انفراجة سياسية في الشرق الأوسط، أصدرت مصر وسبع دول عربية وأجنبية بيانًا مشتركًا رحبت فيه بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الفصائل الفلسطينية تجاه مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلق بخطة السلام في غزة والمنطقة.

وأكد البيان، الذي صدر مساء اليوم الأحد، أن هذا التحرك يمثل فرصة حقيقية لإرساء السلام والاستقرار بعد سنوات طويلة من الصراع، داعيًا جميع الأطراف إلى البناء على الزخم الحالي للدفع نحو تسوية عادلة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق الأمن لكافة شعوب المنطقة.

وأوضح البيان أن الدول الموقعة — وهي مصر، الأردن، السعودية، الإمارات، قطر، فرنسا، بريطانيا، والولايات المتحدة — تؤكد دعمها الكامل لأي جهود دولية أو إقليمية تهدف إلى إنهاء دوامة العنف وتهيئة المناخ المناسب لاستئناف المفاوضات الجادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، برعاية دولية تضمن الالتزام بالتفاهمات التي يتم التوصل إليها.

وأضافت الدول المشاركة أن الخطوات التي اتخذتها الفصائل الفلسطينية مؤخرًا، سواء من خلال الانفتاح على المقترح الأمريكي أو المشاركة في الحوار الوطني المقرر عقده بالقاهرة، تمثل مؤشرًا إيجابيًا على رغبة حقيقية في تجاوز الانقسام الداخلي والانتقال إلى مرحلة جديدة من الوحدة الوطنية وإعادة إعمار قطاع غزة.

وفي السياق ذاته، أشاد البيان بالجهود التي تبذلها مصر منذ الأسابيع الماضية للتقريب بين وجهات النظر الفلسطينية، وتهيئة الأجواء لنجاح أي اتفاق محتمل، مؤكدًا أن القاهرة تواصل دورها المحوري كوسيط رئيسي من أجل إحلال السلام العادل والشامل في المنطقة.

من جانبه، وصف مراقبون سياسيون هذا البيان بأنه أقوى موقف عربي–دولي مشترك منذ بداية الأزمة الأخيرة في غزة، معتبرين أنه يشير إلى تغير في المزاج الدولي تجاه فكرة الحل السياسي الشامل بدلاً من الحلول الأمنية المؤقتة.

وأشار الخبراء إلى أن دعم مصر وعدة دول عربية لمقترح ترامب لا يعني تبني كل بنوده بحذافيرها، وإنما يمثل قبولًا مبدئيًا بمبدأ التفاوض كطريق وحيد لإنهاء الحرب، ما يفتح الباب أمام جولات جديدة من الحوار قد تضع الأسس لخارطة سلام طويلة الأمد.

ويترقب الشارع الفلسطيني والإقليمي ما ستسفر عنه الأيام القادمة، خاصة في ظل مؤشرات التهدئة الميدانية في غزة واستعداد بعض الفصائل لإرسال وفودها إلى القاهرة للمشاركة في الحوار الوطني.

ويأمل المراقبون أن تكون هذه الخطوة بداية فعلية لسلام دائم يعيد الأمل للشعوب ويُنهي عقودًا من المعاناة في المنطقة.